mercredi 13 mai 2009



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي السماوات والأرض خلقه، قضي فيهن أمره، ووسع كرسيه علمه، ولم يك شيء قط إلا من فضله، ثم كان من قدرته أن جعلنا أئمة، واصطفي من خير خلقه رسولا، أكرمهم نسبا وأصدقهم حديثا، وأفضلهم حسبا، فأنزل عليه كتابه، وائتمنه علي خلقه، فكان خيرة الله من العالمين أما بعد :الخط العربي هو فن وتصميم الكتابة في مختلف اللغات التي تستعمل الحروف العربية.تتميز الكتابة بالغة العربية بكونها متصلة مما يجعلها قابلة لاكتساب أشكال هندسية مختلفة من خلال المد والرجع والاستدارة والتزوية والتشابك والتداخل والتركيب.ويقترن فن الخط بالزخرفة العربية(أرابيسك) حيث يستعمل لتزيين المساجد والقصور، كما أنه يستعمل في تحليه المخطوطات والكتب وخاصة لنسخ القرآن الكريم.وقد شهد هذا المجال إقبالا من الفنانين المسلمين بسبب نهي الشريعة عن تصوير البشر والحيوان خاصة في ما يتصل بالأماكن المقدسة والمصاحف.يعتمد الخط العربي جماليا علي قواعد خاصة تنطلق من التناسب بين الخط والنقطة والدائرة، وتستخدم في أدائه فنيا العناصر نفسها التي تعتمدها الفنون التشكيلية الأخرى، كالخط والكتلة، ليس بمعناها المتحركة ماديا فحسب بل وبمعناها الجمالي الذي ينتج حركة ذاتية تجعل الخط يتهادي في رونق جمالي ومستقل عن مضامينه ومترابط معها في أن واحد.
يوجد الكثير من الأنماط في الخط العربي ويمكن تقسيمها إلي عائلتين حسب الأسلوب

1.الخطوط الجافة أو اليابسة، وحروفها مستقيمة ذات زوايا حادة، ومن أشهرها الخط الكوفي. 2.الخطوط المستديرة أو اللينة، وحروفها مقوسة ومن أشهرها النسخ.

أنواع الخط العربي:
أولاً - خط الرقعة :
هو الأسلوب السهل للكتابة اليومية يمكن أن يقال عنه انه الخط الشعبي الأكثر شيوعا وقد انتشر استخدامه بصورة خاصة لدى الخطاطين العرب الأتراك .وقد انقسم فيه الخطاطون بين مؤيد ومعارض ، وبين من يراه تشويه للخط العربي وبين من يراه إضافة جديدة لعالم الخط ، ولكن يبقى اختلاف وجهات النظر إثراء إلى ساحة الخط العربي العام .يمتاز هذا النوع بأنه يكتب بسرعة وسهولة، وهو من الخطوط المعتادة التي تكتب في معظم الدول العربية، والملاحظ فيه أن جميع حروفه مطموسة عدا الفاء والقاف الوسطية.
ثانياً - خط الثلث

من الخطوط العربية الأساسية المهمة، وهو يعتبر من الخطوط اللينة، جميل وصعب، يتمتع بقابلية كبيرة على التكوين والتشكيل يستعمله الخطاطون في الكتابات التي تزيّن جدران المساجد وواجهاتها ومحاريبها، رافقه التطوير والتحسين لفترة طويلة وعلى أيدي أساتذة بارزين منهم الخطاط ابن مقلة ( سنة 328هـ ) ومن بعده الخطاط المشهور علي بن هلال المعروف( بابن البواب ) ( سنة 618هـ ) وقد بلغ به الخطاطون المسلمون درجة عالية من الإجادة والضبط حتى استقرّ على شكله المعروف حالياً وتعتبر قوانين هذا الخط وإتقانها من أصعب القوانين، وتحتاج إلى وقت طويل كي يتقنها الخطاط، حتى اعتبر من لا يتقن هذا الخط بأنه ليس بخطاط ؛ من باب أنه إذا أتقن هذا الخط على صعوبته سَهل عليه إتقان ما هو دونه.يعتبر خط الثلثهو أستاذ الخطوط وعملاقها وسيدها، وسمي بخط الثلث ، لأنه يكتب بقلم يبرى رأسه بعرض يساوي ثلث عرض القلم الذي يكتب به الخط الجليل،وقد اشتهر بإتقان هذا الخط كثيرون، نذكر على سبيل المثال لا الحصر ـ الخطاط حامد الآمدي ـ الخطاط سامي ـ الخطاط أحمد الكامل ـ الخطاط رسا ـ الخطاط شوقي ـ الخطاط مصطفى راقم ـ عبد الله ألزهدي ـ الخطاط هاشم البغدادي ـ الخطاط التشكيلي خليل الزهاوي ـ الخطاط يوسف ذنون ـ الخطاط رضوان بهيه ـ الخطاط عباس البغدادي ـ الخطاط محمد حسني ـ الخطاط محمد مؤنس ـ الخطاط عبد العزيز الرفاعي ـ الخطاط سيد إبراهيم .ومن مميزاته الهامّة أنه إذا لم يكتب وفق شروط القاعدة لا يكون جميلاً وباهرا وأيضا يمتاز بالمرونة ومتانة التركيب وبراعة التأليف
ثالثاً – الخط الكوفي :
هو من أقدم الخطوط إطلاقاً، وبلغ أعلى منزلة في العصر العباسي، وأُدخلت عليه تحسينات في الرسم والشكل، ويُستخدم في الكتابات التي تحتاج إلى مساحات كبيرة مثل المساجد، ومن الخطاطين القدامى الذين اشتهروا به هم: مالك بن دينار وبديع الزمان الهمذاني، ومن النساء أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها، وشهدة بنت الإبرى وأم السلطان عبد المجيد خان.وممن اشتهر به حديثاً : الخطاطين ( يوسف أحمد ، ومحمد عبد القادر ، ومحمد خليل وحسن برعي ، وحسن قاسم حبش ... ) ونظراً لأن الخط الكوفي كُتب به عدة قرون منذ القرن الأول، فقد لاقى اهتماماً واسعاً لدى الخطاطين .ولهذا الخط أنواع كثيرة أهمها : 1ـ كوفي المصاحف البسيط ـ الكوفي الفاطمي ـ الموصلي ـ الإيراني 2ـ الكوفي المورق ـ المخمَّل ـ المضفر .3ـ الكوفي الزخرفي ـ ذو النهايات العلوية المزخرفة ـ ذو الإطارات الزخرفية .4ـ الكوفي الهندسي الأشكال ـ المعماري 5ـ الكوفي المربع .
رابعاً – خط النسخ :
واحد من الخطوط الأساسية المعروفة في البلاد الإسلامية والعربية سهل ممتنع ، يمتاز بوضوحه وسهولة قراءته ، استُنسخت به المصاحف وبرز فيه الخطاطون القدامى ومحدثون اشتهر منهم الحافظ عثمان الذي كتب الكثير من المصاحف والحاج حسن رضا وأحمد كامل ومحمد رضوان وعلي بدوي وهاشم محمد البغدادي وسيد إبراهيم وبدوي الديرازي ... وغيرهم الكثير . وقد قيل أنه سمّي بهذا الاسم ( النسخ ) لأنّ الورّاقين القدامى أو النساخ كانوا ينسخون به المصاحف فغلبت عليه التسمية. ومما تجدر معرفته أن الحروف العربية النسخية هي أكثر الحروف استعمالاً في تدوين القرآن الكريم والسيرة النبوية ، وذلك لسهولة قراءته وعدم اللبس فيه .كما تجدر الإشارة إلى أن خط النسخ يساعد الكاتب على السير بقلمه بسرعة أكثر من خط الثلث ، وذلك لصغر حروفه وتلاحق مدّاته ، إذ أن قلم النسخ يساوي الثلث عرضاً من قلم خط الثلث وخط النسخ نوع جميل وسهل.
خامساً - الخط الديواني :
كان الخط الديواني وجلي الديواني والطغراء تسمّى بمجموعة الخط الهمايوني أي الخطوط المقدسة ، ويرجع ذلك لأنها كانت سرّاً من أسرار القصور السلطانية ، لا يعرفها إلا كاتبوها ، وكانت تُستعمل في كتابة التعيينات والأوسمة والنياشين والمناصب الرفيعة والأوامر الملكية والتوقيعات . ثم بعد ذلك سمّي ذلك الخط بالخط الديواني لاستعماله في الدواوين الرسمية الحكومية ، وأول من وضع قواعده هو إبراهيم منيف التركي .ثم جاء الخطاط المصري ( مصطفى غزلان ) المتوفى سنة ( 1356هـ ) فجوّده وزاده جمالاً وحسنا ورونقاً ، حتى أنّ الخط الديواني سمّي باسمه بالخط الغزلاني نسبةً إليه و وضع كرّاسةً تعليميةً فيه .وممن اشتهر بالخط الديواني من المصريين حالياً الخطاط محمد عبد القادر- والحاج زايد- والخطاط محمد عبد العال.
الخط الديواني الجلي:
الخط الديواني الجلي هو من فروع الخط الديواني الذي يحمل خصائصه ومميزاته. وهو الخط الذي عُرف في نهاية القرن العاشر الهجري وأوائل القرن الحادي عشر . ابتدعه "شهلا باشا" ، وقد روّج له أرباب الخط في أنحاء البلاد العثمانية وأولوه العناية بكتابته في المناسبات الجليلة الرسميّة .وهو يمتاز على أصله الذي تفرّع منه ببعض حركاتٍ إعرابيةٍ ونقطٍ مدوّرةٍ زُخرفيّة رغم أنّ حروفه المفردة بقيت مشابهة أصلها الديواني كما تبدو للناظر لأول وهلة. وقد ضُبطت بقواعد ميزان النقط على غرار حروف الخط الثلث.وممن اشتهر بتجويد هذا القلم في مصر غزلان .والخط الديواني الجلي يكتب بين خطين متوازيين، العرض بينهما هو طول الألف ، ثم تحشى الكتابة بين الخطين ـ ويكتب بقلمين الأول عريض والثاني ربع عرض الأول ـ ، وتُملاً الفراغات بين الحروف بالتشكيل ونقط مدورة وزخارف عديدة ، وهو خط نادر ما يكتب به الخطاطون ، ولذا فلوحاته قليلة وليست بكثرة اللوحات الأخرى ..
خط الطغراء:
هي شبيهة بأن تكون شارةً أو ختماً أو توقيعاً للملك أو السلطان أو الحاكم .وهو رسم خاص يدخل فيه الكتابة ، ويتمثل في إدخال الكتابة في الرسم بشيء من التصرف في شكل الخط والخروج على قواعده أحياناً ـ ولا يكتب به إلا نادراً إذ أصبح خطاً مندثراً . و للطغراء قصة طريفة تفسر نشأتها ؛ تتلخص في أنه :عندما توترت العلاقات بين تيمورلنك وبايزيد العثماني أرسل تيمورلنك للسلطان بايزيد إنذاراً لم يمهره بتوقيعه لأنه كان يجهل الكتابة ، بل بصمه بكفه بعد تحبيره بالمداد ،ومنذ ذلك الحين بدأنا نرى توقيع الطغراء شائعاً عند سلاطين آل عثمان وكان أول من استخدم توقيع الطغراء السلطان سليمان بن بايزيد في أوائل القرن الخامس عشر الميلادي ـ والمفهوم الآن أن الطغراء العثمانية هذه تقليد لبصمة كف تيمورلنك ,وقد اشتهر برسمه أكثر الخطاطين مهارة وشهرة ، أمثال :الخطاط سامي التركي الخطاط حامد الآمدي و الخطاط الشيخ عبد العزيز الرفاعي والخطاط رسا التركي والخطاط السيد إبراهيم المصري وغيرهم الكثير على سبيل المثال لا الحصر
سادساً – الخط الفارسي :
كان الفرس قبل الإسلام يكتبون بالخط البهلوي ، نسبة إلى فهلا الواقعة بين همدان وأصفهان وأذربيجان. فأُبدِلَ بالخط العربي بعد أن ثبَّت العرب أقدامهم في بلاد فارس ، وافتنّ الإيرانيون في الابتكار فزادوا حروف الباء والزاي والجيم بثلاث نقط (ب ، ز ، ج) التي لم تكن موجودة قبل ذلك في الاستعمال في الحروف العربية فلفظوها بحسب لغتهم وكان في اللغة البهلوية نوع من لفظ مدغوم بحرفي الخاء والقاف للتفخيم بحيث كان يلفظ(قو) فاصطلح له ثلاث نقاط أيضًاوكان ذلك في أوائل القرن الثالث الهجري في عهد الدولة العباسية التي علا بها سلطان الفرس والعراق فعمدوا إلى الخط النسخي ، وأدخلوا في رسوم حروفه أشياء زائدة ، فميزته عن أصله حتى قيل إن حسن فارسي كاتب عضد الدولة الديلمي (322 – 372هـ) استنبط قواعد خط التعليق الأول من أقلام النسخ والرقاع والثلث وهو الذي وضع خط (التراسل) أو(التحريري).في دائرة المعارف الإسلامية أن أقدم ما وجد من ذلك الخط الفارسي الذي سمي التعليق كان مؤرخًا سنة 401هـ .ميزات خط التعليق أن لا يُخلط بحروفه حروف من أي قلم آخر من الأقلام العربية ، ولا ترسم له حركات وإذا اختلط بحروفه حرف من قلم آخر نسخي فيسمى (فرمه تعليق) وهو اصطلاح تركي ، ومن ميزات نقطه اصطلح الخطاطون رسم ثلاث نقط تحت حرف السين المعلقة للزخرفة .
سابعاً - خط الإجازة (التوقيع ) :
كان خط الإجازة ـ أو التوقيع ـ يسمى قديماً بالقلم المدوّر أو القلم الرياسي نسبة إلى ذو الرياستين ( لرياسة الوزارة والقلم ) الفضل بن سهل وزير المأمون الذي أعجب به وأمر ألا تحرر الكتب السلطانية إلا به ـ وهو يأخذ حروف من النسخ والثلث ، ووضع قواعده يوسف الشجري .وقد شوهد مكتوباً في القرن التاسع الهجري كتبه محمد بن حسن الطيبي .ويكتب به في خواتيم المصاحف والشهادات العامة والدبلومات والوثائق التي تكون بمثابة إجازة علمية وتحتاج إلى توقيعات .وحروف النسخ والثلث والتوقيع قريبة الشبه من بعضها ، ومن قواعد هذا الخط أن توضع على الكلمات المكتوبة التشكيل .ومثله مثل خط الجلي الديواني فهو قليل الاستعمال ، ولا يكتب به إلا نادراً اللهم الإجازات التي يمنحها الخطاطون الكبار لتلامذتها وبعض الآيات أو الأحاديث الشريفة ليس إلا.
ثامناً - خط المحقَّق :
من الخطوط التي عرفت في القديم وتطورت حتى أخذت شكلها في القرن السابع الهجري .وقد اختلطت حروفه مع حروف خط الثلث ولم يبق منه سوى البسملة التي تضم حروفه بشكل واضح وهي تكوين نهاية الحروف بشكل مرسل .ولفظ الجلالة في هذا الخط مختلفة عن ما هي موجودة بخط الثلث ، حيث تكون الهاء في خط المحقَّق مربوطة .علماً بأنّ كلمة المحقَّق تطلق على المقدرة العالية لضبط هذا الخط وإجادته .
تاسعاً - الخط الرقمي أو الحاسوبي :
ظهرت الحاجة في السنوات الأخيرة إلى نوع جديد من الخط يتناسب مع التطورات التكنولوجية الحديثة في شاشة التلفاز والحاسوب وقد تمكن العلماء من تجاوز الصعوبات الفنية اللازمة لإدخال اللغة العربية واستخدامها في هذا المجال . أنواع الخطوط المستخدمة اليوم: أنواع الخطوط الرئيسة التي اعتمدها الخطاطون الكبار حتى أوصلوها إلى درجة الكمال تسعة خطوط هي : الثلث ، النسخ ، الكوفي ، الفارسي، الرقعة، الديواني، جلي الديواني، الشكستة والإجازة، وإذا كانت أنواع الخطوط مجتمعة كأفراد الأسرة يكون على رأسهاخط الثلث بمنزلة الجدّ في الأسرة الذي (لا يقبل الخطأ) وهو موضع احترام وجلال ووقار، فهو خط متميز عن غيره لما يتصف به من براعة الشكل وكثرة تزييناته التي تحيط به، ويحتاج هذا النوع إلى أكثر من ثلاثة أقلام فالقلم الأول للكتابة الرئيسة مع الهيكل والثاني لتشكيل التزيينات والثالث لتهذيب حروفه بعد الكتابة حتى نقف على الشكل المطلوب ، ولا بد من وضع نماذج عدّة تصور الشكل الهندسي الذي سيختاره الخطاط ليكون إطاراً لهذا الخط إما بشكل بيضوي أو مستطيل أو مربع .. الخ، ويعدُّ هذا النوع من أصعب أنواع الخطوط لما يكلّف الخطاط من جهد وعناء ووقت.أما خط النسخ فيُستخدم في تدوين القرآن الكريم ومنه اشتَقت المطابع الحرف ليصبح متداولاً لتدوين الكتب والمجلات وكل ما يُقرأ، لسهولته وقابليته لضبط قواعد القراءة ، وهناك الخط الفارسي (النستعليق) وهو إيراني الأصل ويسمى (عروس الخطوط) لبساطته وجماليته وهو الخط القومي في إيران ، وهناك خط الشكستة أي (الخط المكسور )، وهو يشابه خطنا الديواني العربي الذي يستخدم في المناسبات الخاصة .والخط الديواني الجلي، وهو زخرفي يستخدم (للرفاهية)،أما خط الرقعة فهو الخط القومي الذي يُستخدم في معظم الدول العربية ،ولكن للأسف صار اليوم خلط بين النسخ والرقعة (فالطالب يقرأ بخط النسخ ويكتب بخط الرقعة)نتيجة لفقدان درس الخط العربي في مدارسنا ، ونطالب اليوم بإعادة تدريس مادة الخط العربي في كل مدرسة لينشأ الطالب على الكتابة الجميلة المقروءة على يد أستاذ مختص بتعليم الخط العربي.هذا والله أعلم وأعز وأكرم

lundi 27 avril 2009






الخط العربي



أهميته ، أهدافه ، أساليب تدريسه
بسم الله الرحمن الرحيم



قال الله تعالى
{ ن ، والقلم وما يسطرون } ( سورة القلم / 1 ــ 2 )
الحمد لله الذي علَّم بالقلم علَّم الإنسان ما لم يعلم ، وجعل التفاهم باللسان والقلم ، وجعل الكتابة وسيلة الإقرار وتبرئة الذمم ، وميَّز الخط العربي بالفن والرسم ،
وبعد
قال عبد الحميد الكاتب ــ وزير مروان بن محمد آخر خليفة في الدولة الأموية ـــ : ( أجيدوا الخط فإنه حلية كتبكم ) .
كما قال عبد الرحمن بن خلدون في مقدمته عن الخط : ( إنه صناعة شريفة يتميز بها الإنسان عن غيره ، وبها تتأدى الأغراض ؛ لأنها المرتبة الثانية من الدلالة اللغوية ) . (
تعريف الخط
وقد عرَّف ابن خلدون الخط بقوله : هو رسوم وأشكال حرفية تدل على الكلمات المسموعة الدالة على ما في النفس
الخط العربي فن وعلم
ساعدت بنية الخط العربي ، وما يتمتع به من مرونة وطواعية وقابلية للمد والرجع والاستدارة والتزوية والتشابك والتداخل والتركيب على ارتقاء الخط العربي إلى فن جميل ، يُعنى فيه بالجماليات الزخرفية للحروف والكلمات . والخط العربي يعتمد فنًا وجمالاً على قواعد خاصة تنطلق من التناسب بين الخط والنقطة والدائرة ، وتستخدم في أدائه فنيًا العناصر نفسها التي نراها في الفنون التشكيلية الأخرى . ( 3 ) .
( 1 ) مقدمة ابن خلدون 328 .
( 2 ) المصدر السابق 328 .
( 3 ) الموسوعة العربية 8/92 .
طلابنا والخط العربي
ومما يلاحظ على كثير من طلابنا اليوم تدني مستويات خطوطهم مما يوحي باندثار هذا الفن الذي استمر على مدار القرون السابقة يشكل جزءًا من تراثنا الفكري والفني الذي نتميز به عن غيرنا من الأمم ، والذي يحتم علينا التنبه لهذا الأمر ، ومن ثم وضع الحلول المناسبة والتي تضمن لنا المحافظة على هذا الإرث الحضاري الذي يميزنا عن غيرنا ، ونحن من ننتمي إلى التربية والتعليم تقع علينا مسئولية عظيمة فكل ما يتلقاه التلميذ من علوم ومعارف لا تصل إليه إلا من خلال هذا الخط العربي الذي نجد الاهتمام به يقل تدريجيًا وخاصة في عصر الحاسبات التي أصبحنا نعتمد عليها كثيرًا في كتاباتنا ، وهذه المسئولية لا تقع على معلم اللغة العربية فقط ، أو من يتولى تدريس الخط العربي في مدارسنا ، بل تقع المسئولية على كل معلم يقدم للتلميذ مادة تعتمد على الخط العربي فلا بد أن يشارك في تعويد التلاميذ على تحسين خطوطهم من خلال المادة التي يقوم بتدريسها
ووزارة المعارف قد دأبت على هذا النهج فقد طورت المقررات التي تُدرس للطلاب وأُخْرِجَت بطريقة جذابة تساعد التلميذ على تعلم الخط
أهمية تدريس الخط
لا يختلف اثنان على أهمية تدريس الخط ، فكلما كان الخط واضحًا سهلت قراءته ، وأفصح صاحبه عن مكنون نفسه ، وتظهر أهمية تدريسه فيما يلي :
1 ـــ وضوح الخط ييسر فهم المقروء ، ويوضح فكرة الكاتب .
2 ـــ الارتياح النفسي عند قراءة النص المكتوب بخط واضح وجميل .
3 ـــ سهولة القراءة وتوفير الوقت عندما يكون الخط واضحًا ، ومن هنا قد يكون سببًا في تنمية مهارة القراءة .
4 ـــ الخط من الفنون الجميلة الراقية التي تشحذ المواهب ، وتربي الذوق ، وترهف الحس، وتغري بالجمال والتنسيق .
5 ـــ قد يكون الخط مجالاً لتعليم الطالب بعض المثل والقيم الأخلاقية ، وذلك إذا تم اختيار المادة المناسبة من القرآن والسنة ، والشعر والتراث العربي .
6 ـــ كما تظهر أهمية تدريس الخط من خلال الصفات الخُلقية والتربوية التي يكتسبها الطالب من خلال تعلمه الخط ، ومنها على سبيل المثال : ( 1 )
أ ــــ النظافة .
ب ـــ الترتيب والتنظيم .
ج ـــ التمعن ودقة الملاحظة ، والمحاكاة ، والموازنة ، والحكم ، ومراعاة النسب .
د ـــ الصبر ، وذلك بكثرة الدربة والمران .
ه‍ ـــ الانتباه .
الغرض من تدريس الخط ، وأهدافه التربوية
لتدريس الخط غرضان :



الأول ، جسمي ، وهو تنمية عادات عضلية من شأنها أن تساعد على السرعة في عملية الكتابة ، وتجويد الخط
والغرض الثاني



نفسي، وهو القدرة على تدوين الأفكار بطريقة منظمة .
وأما بالنسبة للأهداف والمقاصد التربوية لتعليم الخط في المرحلة الابتدائية فيمكن حصرها فيما يلي
ـــ يعزز المثل والقيم الإسلامية لدى التلاميذ
ـــ تنمو ثروة التلميذ اللغوية
ـــ يتمكن من رسم أشكال الحرف رسمًا صحيحًا
ـــ يجيد الكتابة بيسر وسهولة
ـــ تتكون لديه الرغبة في الكتابة بخط جميل
ـــ يكتسب الطريقة الصحيحة في مسك القلم ، وحسن الترتيب ، وجمال التنسيق ، ومحاكاة النماذج الخطية الجميلة
ـــ يتعود الجلسة الصحيحة والدقة والنظافة والتأني
ـــ يعرف بعض أنماط الخط العربي وقواعدها الخاصة .
ـــ ينمو ذوقه الفني ، وحسه الجمالي .
ـــ يكشف تعليم الخط عن الموهوبين ويشجع على الإبداع .
علاقة الخط بغيره من المواد
وتظهر أهمية تدريس الخط من خلال علاقته بالمواد الأخرى ، فلتعلم الخط وإجادته أثر واضح في تعلم مهارات لها صلة بمواد أخرى ، ويساعد الخط على إتقان بعض مهاراتها بطريقة أو بأخرى ، ومنه
ــ للخط صلة قوية بالرسم ، ولهذا يعتبر من الفنون اليدوية الجميلة



ـــ الخط وسيلة هامة من وسائل التعبير ؛ لتدوين الأفكار ونقلها من ذهن الكاتب إلى ذهن القارئ
ـــ الخط متمم لعملية القراءة ، وضروري لها ، ولا سيَّما في أول مرحلة للتعليم . وجمال الخط دافع قويّ من دوافع تنمية الرغبة في القراءة والاطلاع
ـــ الخط والإملاء مرتبطان غاية الارتباط . وإذا كان من أغراض الإملاء تدريب التلاميذ على أن يكتبوا كتابة صحيحة ، فإن الخط يُكمل هذه الناحية ، ويجعل الكتابة واضحة جميلة تسهل قراءتها ، ويُفهم مرادها ، وكثيرًا ما يعجز القارئ عن فهم المكتوب ، وإدراك



مقاصده ومعانيه إذا كان الخط الذي يكتب به رديئًا






تعليمات يجب الأخذ بها عند تدريس الخط العربي
1 ـ اختيار القلم المناسب الذي يكتب به التلميذ ، ومساعدته في اختيار القلم السائل المناسب ، والابتعاد عن الأقلام الجافة الخشنة ، أو الأقلام التي لا تناسب حجم اليد . . وقد ذكر ابن مقلة الخطاط كلامًا عن القلم واستعمالاته فقال : (( خير الأقلام ما استحكم نضجه في جرمه ، ونشف ماؤه في قشره ، وقطع بعد إلقاء بزره ، وبعد أن اصفر لحاؤه ، ورق شجره .... خير الأقلام الذي يكون طوله ستة عشر إصبعًا إلى اثني عشر ، وامتلاؤه ما بين السبابة إلى الخنصر ( 1 ).
وقال بعض أساتذة الخط : (( لا تظلموا الأقلام . قيل : وما ظلمها ؟ . قال : أن تكتب بالقلم الدقيق الخط الغليظ ، وعكسه )) . ( 2 ) .
2 ـ التهيئة النفسية أثناء الكتابة .
3 ـ الجلسة الصحيحة أثناء الكتابة .
4 ـ مراعاة اتجاه الورقة أمام الطالب أثناء الكتابة .
5 ـ المسْكَةُ الصحيحة للقلم .
6 ـ تسطير الصفحة .
7 ـ الكتابة من أسفل الصفحة إلى أعلى ؛ حتى يستمر الطالب في محاكاة النموذج الأصل في الكتاب ولا يحاكي خطه .
8 ـ كتابة الكلمة دون توقف أو انقطاع إلا بعد الانتهاء من كتابة أصولها ، ومن ثم توضع النقط والحركات وألفات الطاء والظاء .
9 ـ المرونة في حركة القلم ، وعدم الضغط عليه .
10 ـ العمل على سد الفراغات .
11 ـ النظافة والترتيب .
12 ـــ التنبيه على أهمية علامات الترقيم أثناء الكتابة .
( 1 ) صبح الأعشى للقلقشندي 2 / 454
( 2 ) مجلة المعرفة ( وزارة المعارف ) العدد 79 يناير 2002 م
كما يجب على المعلم التنويع في أساليب ووسائل تدريس الخط ، وعدم الاعتماد على طريقة المحاكاة . فمن هذه الأساليب والوسائل على سبيل المثال :
أ ) تعويد التلميذ على الكتابة على السبورة ؛ لاكتساب الثقة والمهارة .
ب) يقوم المعلم بكتابة الحرف أو الكلمات أو العبارات بطريقة النقط ، وعلى الطالب أن يسير بالقلم عليها ، وذلك في الحروف والكلمات والعبارات التي تقتضي تدريباً أكثر .
ج ) الكتابة على الورق الشفاف ، بحيث يوضع الورق على النموذج الذي يُرَادُ كتابته ، ومن ثم يكتب الطالب على الورق الشفاف ويحاكي النموذج .
د ) كتابة الحروف أو الكلمات أو الجمل على السبورة بخط كبير جدًا ويوضح عليها قواعد رسم الحرف ، ووضع أسهم مرقَمة تُشير إلى خطوات رسم الحرف .
هـ ) تُصَوَر الحروف أو الكلمات على ورق ، وتوزيعها أو تمريرها على الطلاب ؛ لترسيخ كيفية رسم الحرف في ذهن الطالب . و ) استخدام نماذج البطاقات الخطية التي توزع على التلاميذ .
ز ) تصويب التلاميذ لخطوط زملائهم ، باستخدام المناقشة والحوار .
ح ) قيام المعلم بكتابة نماذج بخطه في كراسات التلاميذ ؛ ليوضح لهم الطريقة الصحيحة لرسم بعض الحروف التي يشكل عليهم كتابتها بشكل صحيح . ويلاحظ هنا أهمية انتباه وملاحظة التلميذ للمعلم وهو يكتب .
كما يجب على المعلم أن يقوم ببعض النشاطات التي من شأنها تقوي التنافس بين التلاميذ في تحسين خطوطهم ، ومن هذه النشاطات :
1 ـــ إقامة مسابقة في جودة الخط ، على مستوى الفصل أو المدرسة .
2 ـــ تشجيع التلاميذ المتميزين في الخط ، وذلك بتكريمهم ووضع الحوافز لهم ، وتمكينهم من المشاركة في إعداد اللوحات التي تُزَين بها المدرسة ، وتكتب أسماؤهم عليها تشجيعًا لهم .
3 ـــ عمل معرض يشارك فيه الطلاب بكتابة أجمل ما لديهم ، ووضع جوائز لأحسن عمل .
إجراءات سير درس الخط ( 1 ) ( 2 )
1 ـــ التمهيد
وفيه يقوم المعلم بالطلب من التلاميذ إخراج كتبهم وأدواتهم التي يحتاجونها ، وفي هذه الأثناء يقوم المعلم بكتابة الدرس على السبورة بشكل واضح ، ويفضل استخدام الألوان في رسم الحروف التي يدور الدرس حولها . مراعيًا التخطيط الجيد للسبورة ، ويفضل تقسيم السبورة إلى قسمين : قسم يكتب فيه النموذج الذي يراد خطه ، وقسم للشرح .
2 ـــ قراءة العبارة ( من قبل المعلم وبعض التلاميذ ) ، ثم يناقش المعلم التلاميذ في معنى العبارة دون إطالة .
3 ـــ تحديد نوع الخط المكتوب في النموذج الأصل .
4 ـــ الشرح الفني
يطلب المعلم من التلاميذ الانتباه ، والملاحظة أثناء الكتابة ، ثم يكتب الحرف في القسم الأيسر مبينًا أجزاءه بألوان مختلفة ، ومستعينًا بخطوط أفقية أو رأسية أو مقوسة لضبط أجزاء الحرف ( ويمكن هنا عرض حروف مجسمة ، أو لوحات ورقية أو استخدام أي وسيلة أخرى ) ، ثم يكتب الحرف كامل الأجزاء ، ثم يكتب الحرف في كلمته التي ورد فيها في الجملة النموذج . ويتخلل ذلك الشرح والتوضيح .
مثال : قال تعالى : { واسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون }
( 1 ) الموجه الفني لمدرسي اللغة العربية . عبد العليم إبراهيم 368
( 2 ) الأساليب الحديثة لتدريس الغة العربية . د . سميح أبو مغلي .
5 ـــ المحاكاة : ويحسن أن تبدأ المحاكاة في غير كراسات الخط في أوراق أو كراسات أخرى ثم يطلب المعلم من التلاميذ الكتابة في كراسات الخط . ( مع مراعاة الدقة والتأني في محاكاة النموذج ) .
6 ــ الإرشاد الفردي : ويتم بمرور المعلم بين التلاميذ ، وإرشاد كل طالب على حدة لموطن الخطأ ، ويكتب له بعض النماذج التي توضح له الطريقة المثلى لكتابة الحرف أو الكلمة. ( وليس ضروريً تتبع كل الأخطاء ) .
7 ــــ الإرشاد العام : إذا لاحظ المعلم خطأ شائعًا مكررًا لدى التلاميذ ، يطلب منهم وضع الأقلام ، ويوضح لهم الخطأ على السبورة في قسم الشرح .
8 ــ متابعة الإرشاد الفردي ، والإرشاد العام .
معايير ــــ مساعدة للمعلم ـــــ للحكم على جودة الخط :
1 ــ وضوح الخط . وذلك بإعطاء كل حرف حقه من الرسم و الفراغات .
2 ـــ جمال الخط . وهي مرتبة أعلى تتحقق بمراعاة تطبيق قواعد الخط ، وانسجام الحروف وتناسق الكلمات في الرسم ، وتناسق الفراغات .
3 ـــ النظافة والنظام وحسن الترتيب .
4 ـــ الكتابة على السطر ، ومحاكاة النموذج الأصل .
وقد سئل بعض الكتاب عن الخط ، متى يستحق أن يوصف بالجودة ، قال : (( إذا اعتدلت أقسامه ، وطالت ألفه ولامه ، واستقامت سطوره ، وضاهى صعوده حدودره ، وتفتحت عيونه ، ولم تشتبه راؤه ونونه ، وتساوت أطنابه ، واستدارت أهدابه ، وصغرت نواجذه ، وانفتحت محاجره ، وقام لكاتبه مقام النسبة والحلية ، وخيل إليه أنه يتحرك وهو ساكنتدريس الخط العربي
أهميته ، أهدافه ، أساليب تدريسه
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى :
{ ن ، والقلم وما يسطرون } ( سورة القلم / 1 ــ 2 )
الحمد لله الذي علَّم بالقلم علَّم الإنسان ما لم يعلم ، وجعل التفاهم باللسان والقلم ، وجعل الكتابة وسيلة الإقرار وتبرئة الذمم ، وميَّز الخط العربي بالفن والرسم ،
وبعد :
قال عبد الحميد الكاتب ــ وزير مروان بن محمد آخر خليفة في الدولة الأموية ـــ : ( أجيدوا الخط فإنه حلية كتبكم ) .
كما قال عبد الرحمن بن خلدون في مقدمته عن الخط : ( إنه صناعة شريفة يتميز بها الإنسان عن غيره ، وبها تتأدى الأغراض ؛ لأنها المرتبة الثانية من الدلالة اللغوية ) . ( 1 )
تعريف الخط
وقد عرَّف ابن خلدون الخط بقوله : هو رسوم وأشكال حرفية تدل على الكلمات المسموعة الدالة على ما في النفس . ( 2 ) .
الخط العربي فن وعلم
ساعدت بنية الخط العربي ، وما يتمتع به من مرونة وطواعية وقابلية للمد والرجع والاستدارة والتزوية والتشابك والتداخل والتركيب على ارتقاء الخط العربي إلى فن جميل ، يُعنى فيه بالجماليات الزخرفية للحروف والكلمات . والخط العربي يعتمد فنًا وجمالاً على قواعد خاصة تنطلق من التناسب بين الخط والنقطة والدائرة ، وتستخدم في أدائه فنيًا العناصر نفسها التي نراها في الفنون التشكيلية الأخرى . ( 3 ) .
( 1 ) مقدمة ابن خلدون 328 .
( 2 ) المصدر السابق 328 .
( 3 ) الموسوعة العربية 8/92 .
طلابنا والخط العربي
ومما يلاحظ على كثير من طلابنا اليوم تدني مستويات خطوطهم مما يوحي باندثار هذا الفن الذي استمر على مدار القرون السابقة يشكل جزءًا من تراثنا الفكري والفني الذي نتميز به عن غيرنا من الأمم ، والذي يحتم علينا التنبه لهذا الأمر ، ومن ثم وضع الحلول المناسبة والتي تضمن لنا المحافظة على هذا الإرث الحضاري الذي يميزنا عن غيرنا ، ونحن من ننتمي إلى التربية والتعليم تقع علينا مسئولية عظيمة فكل ما يتلقاه التلميذ من علوم ومعارف لا تصل إليه إلا من خلال هذا الخط العربي الذي نجد الاهتمام به يقل تدريجيًا وخاصة في عصر الحاسبات التي أصبحنا نعتمد عليها كثيرًا في كتاباتنا ، وهذه المسئولية لا تقع على معلم اللغة العربية فقط ، أو من يتولى تدريس الخط العربي في مدارسنا ، بل تقع المسئولية على كل معلم يقدم للتلميذ مادة تعتمد على الخط العربي فلا بد أن يشارك في تعويد التلاميذ على تحسين خطوطهم من خلال المادة التي يقوم بتدريسها .
ووزارة المعارف قد دأبت على هذا النهج فقد طورت المقررات التي تُدرس للطلاب وأُخْرِجَت بطريقة جذابة تساعد التلميذ على تعلم الخط .
أهمية تدريس الخط
لا يختلف اثنان على أهمية تدريس الخط ، فكلما كان الخط واضحًا سهلت قراءته ، وأفصح صاحبه عن مكنون نفسه ، وتظهر أهمية تدريسه فيما يلي :
1 ـــ وضوح الخط ييسر فهم المقروء ، ويوضح فكرة الكاتب .
2 ـــ الارتياح النفسي عند قراءة النص المكتوب بخط واضح وجميل .
3 ـــ سهولة القراءة وتوفير الوقت عندما يكون الخط واضحًا ، ومن هنا قد يكون سببًا في تنمية مهارة القراءة .
4 ـــ الخط من الفنون الجميلة الراقية التي تشحذ المواهب ، وتربي الذوق ، وترهف الحس، وتغري بالجمال والتنسيق .
5 ـــ قد يكون الخط مجالاً لتعليم الطالب بعض المثل والقيم الأخلاقية ، وذلك إذا تم اختيار المادة المناسبة من القرآن والسنة ، والشعر والتراث العربي .
6 ـــ كما تظهر أهمية تدريس الخط من خلال الصفات الخُلقية والتربوية التي يكتسبها الطالب من خلال تعلمه الخط ، ومنها على سبيل المثال : ( 1 )
أ ــــ النظافة .
ب ـــ الترتيب والتنظيم .
ج ـــ التمعن ودقة الملاحظة ، والمحاكاة ، والموازنة ، والحكم ، ومراعاة النسب .
د ـــ الصبر ، وذلك بكثرة الدربة والمران .
ه‍ ـــ الانتباه .
الغرض من تدريس الخط ، وأهدافه التربوية
لتدريس الخط غرضان : الأول ، جسمي ، وهو تنمية عادات عضلية من شأنها أن تساعد على السرعة في عملية الكتابة ، وتجويد الخط .
والغرض الثاني ، نفسي، وهو القدرة على تدوين الأفكار بطريقة منظمة . ( 2 ) .
وأما بالنسبة للأهداف والمقاصد التربوية لتعليم الخط في المرحلة الابتدائية فيمكن حصرها فيما يلي ( 3 ) :
1 ـــ يعزز المثل والقيم الإسلامية لدى التلاميذ .
2 ـــ تنمو ثروة التلميذ اللغوية .
3 ـــ يتمكن من رسم أشكال الحرف رسمًا صحيحًا .
4 ـــ يجيد الكتابة بيسر وسهولة .
( 1 ) فن التدرريس للتربية اللغوية ( محمد صالح سمك ) ص 528 .
( 2 ) تدريس اللغة العربية ( سمك ) 542
( 3 ) كتاب المعلم ( وزارة المعارف ) 7

5 ـــ تتكون لديه الرغبة في الكتابة بخط جميل .
6 ـــ يكتسب الطريقة الصحيحة في مسك القلم ، وحسن الترتيب ، وجمال التنسيق ، ومحاكاة النماذج الخطية الجميلة .
7 ـــ يتعود الجلسة الصحيحة والدقة والنظافة والتأني .
8 ـــ يعرف بعض أنماط الخط العربي وقواعدها الخاصة .
9 ـــ ينمو ذوقه الفني ، وحسه الجمالي .
10 ـــ يكشف تعليم الخط عن الموهوبين ويشجع على الإبداع .
علاقة الخط بغيره من المواد
وتظهر أهمية تدريس الخط من خلال علاقته بالمواد الأخرى ، فلتعلم الخط وإجادته أثر واضح في تعلم مهارات لها صلة بمواد أخرى ، ويساعد الخط على إتقان بعض مهاراتها بطريقة أو بأخرى ، ومنها ( 1 ) :
1 ــ للخط صلة قوية بالرسم ، ولهذا يعتبر من الفنون اليدوية الجميلة .
2 ـــ الخط وسيلة هامة من وسائل التعبير ؛ لتدوين الأفكار ونقلها من ذهن الكاتب إلى ذهن القارئ .
3 ـــ الخط متمم لعملية القراءة ، وضروري لها ، ولا سيَّما في أول مرحلة للتعليم . وجمال الخط دافع قويّ من دوافع تنمية الرغبة في القراءة والاطلاع .
4 ـــ الخط والإملاء مرتبطان غاية الارتباط . وإذا كان من أغراض الإملاء تدريب التلاميذ على أن يكتبوا كتابة صحيحة ، فإن الخط يُكمل هذه الناحية ، ويجعل الكتابة واضحة جميلة تسهل قراءتها ، ويُفهم مرادها ، وكثيرًا ما يعجز القارئ عن فهم المكتوب ، وإدراك مقاصده ومعانيه إذا كان الخط الذي يكتب به رديئًا .
( 1 فن التدرريس للتربية اللغوية ( محمد صالح سمك ) ص 542 ـــ 543 .
تنبيهات عامة يجب على المعلم الأخذ بها ، وتنبيه تلاميذه عليها في كل حصة أثناء تدريس هذه المادة :
1 ـ اختيار القلم المناسب الذي يكتب به التلميذ ، ومساعدته في اختيار القلم السائل المناسب ، والابتعاد عن الأقلام الجافة الخشنة ، أو الأقلام التي لا تناسب حجم اليد . . وقد ذكر ابن مقلة الخطاط كلامًا عن القلم واستعمالاته فقال : (( خير الأقلام ما استحكم نضجه في جرمه ، ونشف ماؤه في قشره ، وقطع بعد إلقاء بزره ، وبعد أن اصفر لحاؤه ، ورق شجره .... خير الأقلام الذي يكون طوله ستة عشر إصبعًا إلى اثني عشر ، وامتلاؤه ما بين السبابة إلى الخنصر )) ( 1 ).
وقال بعض أساتذة الخط : (( لا تظلموا الأقلام . قيل : وما ظلمها ؟ . قال : أن تكتب بالقلم الدقيق الخط الغليظ ، وعكسه )) . ( 2 ) .
2 ـ التهيئة النفسية أثناء الكتابة .
3 ـ الجلسة الصحيحة أثناء الكتابة .
4 ـ مراعاة اتجاه الورقة أمام الطالب أثناء الكتابة .
5 ـ المسْكَةُ الصحيحة للقلم .
6 ـ تسطير الصفحة .
7 ـ الكتابة من أسفل الصفحة إلى أعلى ؛ حتى يستمر الطالب في محاكاة النموذج الأصل في الكتاب ولا يحاكي خطه .
8 ـ كتابة الكلمة دون توقف أو انقطاع إلا بعد الانتهاء من كتابة أصولها ، ومن ثم توضع النقط والحركات وألفات الطاء والظاء .
9 ـ المرونة في حركة القلم ، وعدم الضغط عليه .
10 ـ العمل على سد الفراغات .
11 ـ النظافة والترتيب .
12 ـــ التنبيه على أهمية علامات الترقيم أثناء الكتابة .
( 1 ) صبح الأعشى للقلقشندي 2 / 454
( 2 ) مجلة المعرفة ( وزارة المعارف ) العدد 79 يناير 2002 م
كما يجب على المعلم التنويع في أساليب ووسائل تدريس الخط ، وعدم الاعتماد على طريقة المحاكاة . فمن هذه الأساليب والوسائل على سبيل المثال :
أ ) تعويد التلميذ على الكتابة على السبورة ؛ لاكتساب الثقة والمهارة .
ب) يقوم المعلم بكتابة الحرف أو الكلمات أو العبارات بطريقة النقط ، وعلى الطالب أن يسير بالقلم عليها ، وذلك في الحروف والكلمات والعبارات التي تقتضي تدريباً أكثر .
ج ) الكتابة على الورق الشفاف ، بحيث يوضع الورق على النموذج الذي يُرَادُ كتابته ، ومن ثم يكتب الطالب على الورق الشفاف ويحاكي النموذج .
د ) كتابة الحروف أو الكلمات أو الجمل على السبورة بخط كبير جدًا ويوضح عليها قواعد رسم الحرف ، ووضع أسهم مرقَمة تُشير إلى خطوات رسم الحرف .
هـ ) تُصَوَر الحروف أو الكلمات على ورق ، وتوزيعها أو تمريرها على الطلاب ؛ لترسيخ كيفية رسم الحرف في ذهن الطالب . و ) استخدام نماذج البطاقات الخطية التي توزع على التلاميذ .
ز ) تصويب التلاميذ لخطوط زملائهم ، باستخدام المناقشة والحوار .
ح ) قيام المعلم بكتابة نماذج بخطه في كراسات التلاميذ ؛ ليوضح لهم الطريقة الصحيحة لرسم بعض الحروف التي يشكل عليهم كتابتها بشكل صحيح . ويلاحظ هنا أهمية انتباه وملاحظة التلميذ للمعلم وهو يكتب .
كما يجب على المعلم أن يقوم ببعض النشاطات التي من شأنها تقوي التنافس بين التلاميذ في تحسين خطوطهم ، ومن هذه النشاطات :
1 ـــ إقامة مسابقة في جودة الخط ، على مستوى الفصل أو المدرسة .
2 ـــ تشجيع التلاميذ المتميزين في الخط ، وذلك بتكريمهم ووضع الحوافز لهم ، وتمكينهم من المشاركة في إعداد اللوحات التي تُزَين بها المدرسة ، وتكتب أسماؤهم عليها تشجيعًا لهم .
3 ـــ عمل معرض يشارك فيه الطلاب بكتابة أجمل ما لديهم ، ووضع جوائز لأحسن عمل .
إجراءات سير درس الخط ( 1 ) ( 2 )
1 ـــ التمهيد
وفيه يقوم المعلم بالطلب من التلاميذ إخراج كتبهم وأدواتهم التي يحتاجونها ، وفي هذه الأثناء يقوم المعلم بكتابة الدرس على السبورة بشكل واضح ، ويفضل استخدام الألوان في رسم الحروف التي يدور الدرس حولها . مراعيًا التخطيط الجيد للسبورة ، ويفضل تقسيم السبورة إلى قسمين : قسم يكتب فيه النموذج الذي يراد خطه ، وقسم للشرح .
2 ـــ قراءة العبارة ( من قبل المعلم وبعض التلاميذ ) ، ثم يناقش المعلم التلاميذ في معنى العبارة دون إطالة .
3 ـــ تحديد نوع الخط المكتوب في النموذج الأصل .
4 ـــ الشرح الفني
يطلب المعلم من التلاميذ الانتباه ، والملاحظة أثناء الكتابة ، ثم يكتب الحرف في القسم الأيسر مبينًا أجزاءه بألوان مختلفة ، ومستعينًا بخطوط أفقية أو رأسية أو مقوسة لضبط أجزاء الحرف ( ويمكن هنا عرض حروف مجسمة ، أو لوحات ورقية أو استخدام أي وسيلة أخرى ) ، ثم يكتب الحرف كامل الأجزاء ، ثم يكتب الحرف في كلمته التي ورد فيها في الجملة النموذج . ويتخلل ذلك الشرح والتوضيح .
مثال : قال تعالى : { واسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون }
( 1 ) الموجه الفني لمدرسي اللغة العربية . عبد العليم إبراهيم 368
( 2 ) الأساليب الحديثة لتدريس الغة العربية . د . سميح أبو مغلي .
5 ـــ المحاكاة : ويحسن أن تبدأ المحاكاة في غير كراسات الخط في أوراق أو كراسات أخرى ثم يطلب المعلم من التلاميذ الكتابة في كراسات الخط . ( مع مراعاة الدقة والتأني في محاكاة النموذج ) .
6 ــ الإرشاد الفردي : ويتم بمرور المعلم بين التلاميذ ، وإرشاد كل طالب على حدة لموطن الخطأ ، ويكتب له بعض النماذج التي توضح له الطريقة المثلى لكتابة الحرف أو الكلمة. ( وليس ضروريً تتبع كل الأخطاء ) .
7 ــــ الإرشاد العام : إذا لاحظ المعلم خطأ شائعًا مكررًا لدى التلاميذ ، يطلب منهم وضع الأقلام ، ويوضح لهم الخطأ على السبورة في قسم الشرح .
8 ــ متابعة الإرشاد الفردي ، والإرشاد العام .
معايير ــــ مساعدة للمعلم ـــــ للحكم على جودة الخط :
1 ــ وضوح الخط . وذلك بإعطاء كل حرف حقه من الرسم و الفراغات .
2 ـــ جمال الخط . وهي مرتبة أعلى تتحقق بمراعاة تطبيق قواعد الخط ، وانسجام الحروف وتناسق الكلمات في الرسم ، وتناسق الفراغات .
3 ـــ النظافة والنظام وحسن الترتيب .
4 ـــ الكتابة على السطر ، ومحاكاة النموذج الأصل .
وقد سئل بعض الكتاب عن الخط ، متى يستحق أن يوصف بالجودة ، قال : (( إذا اعتدلت أقسامه ، وطالت ألفه ولامه ، واستقامت سطوره ، وضاهى صعوده حدودره ، وتفتحت عيونه ، ولم تشتبه راؤه ونونه ، وتساوت أطنابه ، واستدارت أهدابه ، وصغرت نواجذه ، وانفتحت محاجره ، وقام لكاتبه مقام النسبة والحلية ، وخيل إليه أنه يتحرك وهو



ساكن
المرجع في الكتابة العربية ( رياض صالح جنزلي ـــ محمد خامد سليمان ) 46 ، نقلاً عن كتاب ( نهاية الأرب في فنون الأدب للنويري .
المراجع
( 1 ) أساسيات تعليم اللغة العربية والتربية الدينية ( د . محمود كامل الناقة وآخرون ) .
( 2 ) الأساليب الحديثة لتدريس الغة العربية . د . سميح أبو مغلي .
( 3 ) الخط العربي للمرحلة الابتدائية ( كتاب المعلم ) ( وزارة المعارف ) .
( 4 ) صبح الأعشى للقلقشندي .
( 5 ) فن التدرريس للتربية اللغوية ، وانطباعاتها المسلكية وأنماطها العملية ( محمد صالح سمك ) .
( 6 ) مجلة المعرفة ( وزارة المعارف ) العدد 79 يناير 2002 م .
( 7 ) المرجع في الكتابة العربية ( رياض صالح جنزلي ـــ محمد خامد سليمان ) .
( 8 ) الموجه العملي لمدرسي اللغة العربية ( عابد توفيق الهاشمي ) .
الموجه الفني لمدرسي اللغة العربية . عبد العليم إبراهيم .

إعداد /المشرف التربوي
صالح بن عثمان الزهراني












dimanche 19 avril 2009

نموذجين لبعض الخطوط







نشأة عامة عن الخطوط وتطورها


نبذة عامه عن الخطوط
نشأة الخط العربي وتطوره
لقد اختلف المؤرخون حول نشأة الخط العربي·· ففريق يرى أن نشأته كانت إلهية محضة، حيث إن الله عز وجل قد أوحى إلى آدم بطريقة الكتابات كلها ثم كتب بها آدم كل الكتب وبعد زوال طوفان نوح عليه السلام أصاب كل قوم كتابهم فكان من نصيب إسماعيل عليه السلام الكتاب العربي ، بينما يذهب فريق آخر إلى أن الخط العربي اشتق من الخط المسند الذي يعرف باسم (الخط الحميري أو الجنوبي)، وانتقل الخط المسند عن طريق القوافل إلى بلاد الشام، أما الفريق الثالث فيرجح أن الخط العربي ما هو إلا نتاج تطور عن الخط النبطي ، وهذا ما تؤكده النقوش التي ترجع إلى ما قبل الإسلام والقرن الهجري الأول وهذه النقوش نجدها في منطقة (أم الجمال) شرق الأردن، ويعود تاريخها إلى (250م) ، وهناك نقش وجد في منطقة حوران إحدى ديار الأنباط يعود تاريخه إلى 328 م وهو عبارة عن شاهدة قبر (امرؤ القيس) الملك والشاعر الشهير، ثم انتقل الخط من حوران إلى الأنبار والحيرة ومنها عن طريق (دومة الجندل)إلى الحجاز·· وبالنسبة لي أميل إلى الرأي الذي يقول: إن التدوين يرجع إلى سيدنا آدم استشهاداً بقوله تعالى: (علّم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين) وقوله تعالى مخاطباً سيدنا محمد … (اقرأ باسم ربك الذي خلق ، خلق الإنسان من علق، اقرأ وربك الأكرم، الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم(
نشأة أنواع الخطوط عبر تاريخها العربي الإسلامي
من أربعة عشر قرناً ظهر /14/ نوعاً من الخط سبعة أنواع هي المستخدمة بكثرة ما بين الخطوط الأكاديمية والكلاسيكية · ويجمع علماء العربية أن أصل الخط أخذ من الخط النبطي المأخوذ من الخط الآرامي ثم تطور الخط عبر مدرستين أولهما الكوفية والثانية الحجازية ، أما الخط الكوفي فكان يميل إلى اليباس مع القسوة ، بينما يمتاز الحجازي بليونته وسهولة كتابته إبان الدعوة الإسلامية وقد بدأ التدوين القرآني في عهد الخلفاء الراشدين ، وكان هذا الخط غير منّقط وغير مُهجى ولم يكن له علامات لبدايات السور ونهاياتها ولا أرقام للآيات الكريمة ، وكان لابد أن يتطور هذا الخط فمر بمراحل عدّة كوضع النقاط على الحروف أولاً ووضع التشكيل الخفيف والمصطلحات الضبطية ثم تطور الخط وتشعبت أنواعه بعدها على يد خطاطي العصر الأموي وأولهم" قطبة المحرر" الذي استخرج الأقلام الأربعة واشتق بعضها من بعض ، وكان في عصره أكتب الناس على الأرض العربية ، وقد بدأ يدخل من التدوين من خلال الزخرفة وإدخال التزيينات والذهب في الآيات القرآنية ، وفي العصر العباسي ظهر "ابن مقلة" الوزير المعروف الذي كان خطه مضرب الأمثال في البهاء والجمال ، فجوّد الخط ووضع موازين الحروف بأبعاد هندسية حتى وصل هذا الفن إلى مرتبة لا تضاهى ، واستمر تطور الخط ووضع القواعد له حتى العصر العثماني على يد مصطفى الراقم الذي سار على نهجه بقية الخطاطين العثمانيين·
أنواع الخطوط
الخط الكوفي
وهو من أجود الخطوط شكلا ومنظراً وتنسيقاً وتنظيماً، فأشكال الحروف فيه متشابهة، وزاد من حلاوته وجماله أن تزين بالتنقيط ، وقد بدأت كتابته من القرن الثاني الهجري، ثم ابتكر الإيرانيون الخط الكوفي الإيراني وهو نوع من الخط الكوفي العباسي تظهر فيه المدات أكثر وضوحًا، ثم ظهر الخط الكوفي المزهر وفيه تزدان الحروف بمراوح نخيلية تشبه زخارف التوريق، وشاع استعمال هذا النوع في إيران في عهد السلاجقة، وفي مصر في العهد الفاطمي.
خط النسخ
وضع قواعده الوزير ابن مقلة، وأُطلق عليه النسخ لكثرة استعماله في نسخ الكتب ونقلها، لأنه يساعد الكاتب على السير بقلمه بسرعة أكثر من غيره، ثم كتبت به المصاحف في العصور الوسطى الإسلامية، وامتاز بإيضاح الحروف وإظهار جمالها وروعتها. الخط المصحفي :
كتبت المصاحف بحروف خط الثلث، وبعد العناية والاهتمام به وتجويده سُمي بالمحقق، ثم تطورت الكتابة لتكون على صورة أخرى سميت بالخط المصحفي جمعت بين خط النسخ والثلث. الخط الديواني
هو الخط الرسمي الذي كان يستخدم في كتاب الدواوين، وكان سرًا من أسرار القصور السلطانية في الخلافة العثمانية، ثم انتشر بعد ذلك، وتوجد في كتابته مذاهب كثيرة ويمتاز بأنه يكتب على سطر واحد وله مرونة في كتابة جميع حروفه. الخط الأندلسي - المغربي
مشتق من الخط الكوفي، وكان يسمى خط القيروان نسبة إلى القيروان عاصمة المغرب ، ونجده في نسخ القرآن المكتوبة في الأندلس وشمال إفريقيا، ويمتاز هذا الخط باستدارة حروفه استدارة كبيرة، وبمتحف المتروبوليتان عدة أوراق من مصاحف مكتوبة بالخط الأندلسي. خط الرقعة
يمتاز هذا النوع بأنه يكتب بسرعة وسهولة، وهو من الخطوط المعتادة التي تكتب في معظم الدول العربية، والملاحظ فيه أن جميع حروفه مطموسة عدا الفاء والقاف الوسطية . الخط الفارسي
يعد من أجمل الخطوط التي لها طابع خاص يتميز به عن غيره، إذ يتميز بالرشاقة في حروفه فتبدو وكأنها تنحدر في اتجاه واحد، وتزيد من جماله الخطوط اللينة والمدورة فيه، لأنها أطوع في الرسم وأكثر مرونة لاسيما إذا رسمت بدقة وأناقة وحسن توزيع ، وقد يعمد الخطاط في استعماله إلى الزخرفة للوصول إلى القوة في التعبير بالإفادة من التقويسات والدوائر، فضلاً عن رشاقة الرسم، فقد يربط الفنان بين حروف الكلمة الواحدة والكلمتين ليصل إلى تأليف إطار أو خطوط منحنية وملتفة يُظهر فيها عبقريته في الخيال والإبداع خط الثلث
من أروع الخطوط منظرا وجمالاً وأصعبها كتابة وإتقانا، يمتاز عن غيره بكثرة المرونة إذ تتعدد أشكال معظم الحروف فيه ؛ لذلك يمكن كتابة جملة واحدة عدة مرات بأشكال مختلفة، ويطمس أحيانا شكل الميم للتجميل، ويقل استعمال هذا النوع في كتابة المصاحف، ويقتصر على العناوين وبعض الآيات والجمل لصعوبة كتابته، ولأنه يأخذ وقتاً طويلاً في الكتابة. *لماذا سمي أحد الخطوط بخط الثلث ؟-قبل هذا الخط كان هناك خط اسمه "الطومار" والطومار ورق محدد حجمه وكبير ، فيقتضي أن تكون قصبة الخطاط تتناسب وحجم الطومار. إذ كان عرض القصبة 18 شعرة من شعر الحمار. لكنهم رأوا أن الخط عريض أكثر من اللزوم فاختصروا ثلثه وأبقوا على 16 شعرة وسموه خط الثلثين ، بعده اختصروا الثلث الثاني الى 8 شعرات فبقي خط الثلث الذي نسمع عنه الآن....
الثلث أستاذ الخطوط (ملك الخطوط )
خط الثلث^
:-يعتبر خط الثلث هو أستاذ الخطوط وعملاقها وسيدها، ونظرًا لأن أشكال حروفه كثيرة ومتنوعة وتمتاز بالمرونة والطواعية، فيمكن كتابة الجملة الواحدة بعدة أشكال وعدة تكوينات، يختلف بعضها عن بعضمطور خط الثلث الخطاط محمد شفيق بك ابن سليمان ماهر بك. ولد في منطقة بيشك طاش في استنبول سنة 1235 للهجرةاستطاع ان يحقق انجازا واسعا بتكويناته الابتكارية في خط الثلث وخاصة تلك الكتابات في (الجامع الكبير) في بورصةويمتاز هذا الخطاط بكتابة نماذج ولوحات بمقايــيس دقيقة وثابتة مزاوجاً بين الخطوط وبتراكيب عجيبة مراعياً سعة مساحتها والفراغات التي يمكن ان تحدثهانبذة حاليه : يعتبر خط الثلث والطغرا هما اجمل الخطوط على الاطلاق وهما اصعب خطين باليد والقليل القليل من يتقن هذان الخطان ويعتبر من يتقن الخطان وصل إلى درجة التعليم فيعتبر معلم خط وهذه أعلى درجة بين الخطاطين ويمكن كتابة خط الثلث الآن ببرنامج الكلك ولكن ليس بأتقان وأبداع وجمالية خط اليد وسنستعرض عدداً من اللوحات الفنيه لعدد
المراجع 1- دروس الخطاط / علي البغدادي 2- كتاب فن الخط العربي للخطاط / حسن قاسم حبش3- كتاب قواعد الخط العربي للخطاط هاشم محمد الخطاط أتمنى أن أكون قد وُفقت في شرح الموضوع وكلي أمل بدعواتكم في ظهر الغيب
arabicme@yahoo.com
alnamrout@yahoo.com
alnamrout@hotmail.com
المقال ل: محمود إبراهيم محمد علي

lundi 6 avril 2009


الخط العربي
يعد استعمال الخط العربي كأداة للزخرفة مسألة ضرورية لإنجاز أي عمل فني في مجال صناعة المخطوطات. وقد تطور هذا الخط ليبلغ درجة من الكمال جعلت منه العنصر الأساسي الذي يتمحور حوله الفن الإسلامي.ابتكر الخط العربي في البداية لمنح النص القرآني العظمة والجلال اللذين يليقان به، ثم أصبح فيما بعد الفن الرئيسي بين فنون الحضارة الإسلامية.
إن مختلف أساليب الخط العربي وأنواعه بالرغم من خضوع كل واحد منها لقواعد صارمة فإنها تمتاز جميعها بتناسق بنائها. فمن خلال لعبة الخطوط الأفقية ونهايات الحروف القائمة والحلقات الجميلة، تنتج مختلف أساليب الخط العربي مفعولا تشكيليًّا مبنيًّا على الإيقاع والحركة اللذين تكثفهما وضعية الحروف، وهى تبدو في تلاحقها وكأنها أشخاص يسيرون في موكب جليل.

توضع الكتابة فوق أرضية هندسية مزينة بتوريق تتشابك أوراقه وزهوره وسيقان نباتاته في رقة حول الحروف دون أن تغير معناها أو أن تختلط بها. بل إن تلك الحروف لا تحتفظ بوضوحها فحسب وإنما تنال بعدًا رمزيًّا أكثر عمقًا.